السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أشكركم على هذا الموقع الرائع. أنا سيدة متزوجة من 9 سنوات وعندي طفلين ابن وابنة, عمري 30 سنو وزوجي 39 سنة
أعاني ياسيدي الفاضل من تذكر المواقف والالفاظ السيئة من زوجي ولا استطيع التخلص منها باستمرار دائما..
انا المخطئة وكلام زوجي هو الصحيح احس انه لايوجد تفاهم بيننا, صرت اتجنب الحديث معه في اي شئ خوفا من اشتعال مشكلة بيننا
أنا أعرف ان لكل بيت مشاكله واسراره ولكنها تتفاوت من بيت لاخر, انا غير سعيدة معه واعيش معه فقط عشان خاطر اولادي.
ما ابغاهم يتشتتوا لان زوجي عاش في بيت منفصل عن ولده ووالدته فلا أريد ان يتكرر لاولادي, حتى في المعاشرة الزوجية بالشهور لا نلتقي
أحس أن السبب في كل هذا هو لسانه الطويل وهو يعترف بهذا وانا عندما اسمع منه هذا يبقى في عقلي ولا انساه حتى اذا تصالحنا اصبحت الفجوة بيننا كبيرة
كلما صارت مشكلة بيننا يقول لي اخرجي واذهبي الى بيت اهلك وانا لا ارد عليه واسمع كلامه الى الاخر. ارجو مساعدتي للتخلص من هذه السلبيات التي في نفسي لكي اكون سعيدة مع اولادي.
السلام عليكم أختي الكريمة..
شاكرة لكِ تواصلكِ مع موقعنا وآمل أن تجدي ما يجعل حياتكِ سعيدة ومستقرة، أحيي فيك رجاحة عقلك وتحملك الرائع لاستيعاب زوجك وأسرتك.
مشكلتكِ يا أختي تكمن في:
1) عدم استيعابكِ كيفية التعامل مع الزوج.
2) الشعور السلبي تجاه نفسك.
أختي الفاضلة..
ما رأيكِ أن تبدئي بتغيير محاولاتكِ وتحركاتكِ في اتجاه حل المشكلة، فالله تعالى يقول {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}
ركزي على الاحتياجات الست التي يحتاجها الرجل من زوجته فقد يكون زوجكِ يشعر بفقدان هذه الاحتياجات، وعندما تتوفر هذه الاحتياجات ستجدين إن شاء الله ما تبحثين عنه وهذا يحتاج إلى شيء من الصبر وهي كتالي:
1) الثقة: أي أن تثقين في زوجكِ أنه يفعل ما في وسعه وأنه يريد لكِ دائمًا الأفضل.
2) القبول: أي أن تقبلين بزوجكِ دون أي محاولة لتغييره (أي تقبلين به وعلى وضعه الحالي دون أي تفكير في التغيير).
3) التقدير: أي أن يشعر أن أفعاله تجاهكِ مقدرة.
4) الإعجاب به: أي أن يشعر أنكِ معجبة به وبصفاته وأفعاله ومواهبه وأسلوبه ودعابته وكرمه.
5) الاستحسان والإقرار له: أي الموافقة على نواياه الحسنة واجتهاداته حتى لو كان فعله خطأ.
6) التشجيع له ولصفاته ومهاراته وهذا دائمًا.
وأيضا عليك أن تتخذي قرار التغيير الداخلي لنفسك وذلك بـ:
1) عزمكِ على عدم تذكر أي ذكريات سلبية خاصة ما تتعلق بمشكلاتكِ السابقة مع زوجكِ، وهذا أمر حتمي وضروري ليس فقط لتسيير حياتكِ الزوجية وحسب، بل هو ضروري لصحتكِ النفسية وتمتعكِ بالسكينة والطمأنينة، كما إن اجتراركِ لتلك الذكريات تعيق تكيفكِ مع جميع من حولكِ، كما تعيق تفكيركِ السليم وتفسيرها تجاه جميع المواقف الحياتية.
2) فكري قبل أن تتكلمي بأي موضوع، واعرفي ردود أفعال زوجكِ وكوني دائمًا كالإسفنجة تمتص غضب زوجها وتفرغه بعيدًا، وإذا شعرتِ بالعصبية والغضب استعيذي من الشيطان الرجيم وغيري موضعك كما وصانا الرسول، عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه:"إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس؛ فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع".
3) اجلسي مع زوجكِ جلسة فيها حوار هادئ الذي يكون فيه من التودد والحنان؛ وذلك حتى لا يتحول الحوار إلى جدار يفصل بينكما ويبعدكما أكثر مما يقربكما، أن يبين لكِ ما هي الأمور التي يكره أو تزيد من عصبيته إن فعلتيها عندما يكون غاضبًا! وأيضًا أن تبيني له ما تحبين أن يتعامل به معك.
4) اعرفي ما هي الأشياء والأمور التي تثير عصبية زوجكِ أو مزاجيّته، وتجنبي كل ما يثير عصبيّته، فإن كان زوجكِ مثلًا ممن ينقلب مزاجه عند تأخر الطعام عليه فاجتهدي أن يكون الطعام جاهزًا في حينه.
5) حاولي ضبط انفعالاتكِ في هذه اللحظة، وأيضًا لا تنظري إليه بطريقة (الازدراء).
6) غيري من روتين حياتك.
7) ابحثي دائمًا عن الأشياء الجميلة في صفات زوجكِ، ولا تركّزي التفكير في السلبيات.
8) الصبر والدعاء فإن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء عسى الله أن يستجيب دعوة ويصلح بها قلب زوجك، الجئي إلى الله بالدعاء في كل وقت وخصصي وقت الإجابة بالإلحاح فقد يكون صبركِ سبب من أسباب هداية زوجكِ ودخوله للجنة ولهذا يجب أن تتعاملي معه كما تتعاملين مع طفل في الرحمة والشفقة والصبر والدعاء له بالهداية..
9) اصرفي النظر عن تصرفاته التي لا تعجبكِ تمامًا، وردي عليه بأحسن الخلق وأجمل التعامل، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن)، وكان يقصد من وراء ذلك استمرار حياة الناس بود ومحبة، فالحياة الزوجية يا أختي فيها من التسامح والتعاطف، وليس بذلك نقص عندما تبادري أنتِ بالإصلاح.
10) اجتهدي في تثقيف نفسكِ في قراءة الكتب عن الحياة الزوجية أو الالتحاق في بعض الدورات فهذا يجدد أفكاركِ، ويجعلكِ أكثر تقبل لأي مشكلة تواجهكِ، وتساعدكِ على فهم زوجكِ أكثر.
11) شاركي زوجكِ اهتماماته وتفاعلي معه في كل الأمور التي تدخل البهجة على نفسه، ولا تترددي أبدًا، واهتمي بجمالكِ وأناقتكِ وصحتكِ، ولا تهملي مظهركِ بل كوني أنثى في كل الأوقات.
أدعوكِ – أختي الفاضلة – للتعرف على طبيعة زوجكِ حتى تتفهمينه جيدًا، وهذا -بإذن الله- يساهم في قلع جذور المشاكل الأسرية، اعملي ما عليكِ مما ذكرتِ في السابق وستلاحظين الفرق بإذن الله.
أسأل الله أن يديم عليكِ السعادة ويزيدكِ منها ويوفقكِ وزوجكِ لما يحبه ويرضاه.
ويجمع بينكم في خير حال وأحسن مآل، ويجنبكم أسباب الخلاف والفتنة والفرقة، إنه سميع مجيب، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الكاتب: أ. رجاء عبد الله العرفج
المصدر: موقع المستشار